الأحد، 1 يوليو 2012

قلة شعبية المراهق ترفع ضغط دمه


(إيفارمانيوز) – إذا كان المراهق يواجه مشكلةً في التأقلم مع زملائه في المدرسة فإن ذلك سيؤثر عليه مدى الحياة وليس معنوياً فقط بل صحياً كذلك، حيث أثبتت دراسة سويدية حديثة أن المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المراهق مع أقرانه في المدرسة ستؤدي إلى إصابته بأمراض استقلابية في منتصف العمر.
الدراسة التي نشرت في مجلة PLoS ONE شملت أكثر من 800 مشارك، تمت متابعتهم على مدى 27 عاماً من سن السادسة عشرة وحتى سن الثالثة والأربعين.
حيث قام الباحثون أولاً بتحليل تقييم المعلمين للطلاب واعتماد مقياس يحدد مقدار عزلة وعدم شعبية المراهق في المدرسة في عمر السادسة عشر، ومن ثم قاموا بفحوص سريرية على المشاركين لتقصي الأمراض الاستقلابية في عمر الثالثة والأربعين.
كما تم جمع معلومات كاملة من كل مشارك حول صحته العامة وعاداته الصحية وظروفه الاجتماعية عن طريق المقابلات مع المعلمين وتحليل النتائج المدرسية والفحوص السريرية والاستبيانات الشخصية.

وخلصت النتائج إلى أنه كلما ازدادت انعزالية وعدم شعبية المراهق ومشاكله مع زملائه كلما ازداد خطر إصابته ببعض الأمراض الاستقلابية كارتفاع ضغط الدم والسمنة في منتصف العمر.
وهذه العلاقة بين المشاكل الاجتماعية في سن المراهقة والإصابة بالمرض في منتصف العمر هي علاقة طردية، حيث أن هناك احتمالات أكبر بما يقارب 36%للإصابة بالأمراض الاستقلابية في سن الثالثة والأربعين لكل زيادة مقدارها درجة واحدة في تقييم المعلمين لمقدار المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المراهق مع زملائه في عمر السادسة عشر، وقد بقي هذا الارتباط صحيحاً حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار العوامل الصحية والنفسية الأخرى.

وعند تحليل البيانات بحسب الجنس توصلت النتائج إلى أن هذا التأثير كان ملحوظاً بشكل أكبر لدى النساء، حيث أن الفتيات اللواتي كن منعزلات ودون شعبية في سنوات المدرسة كنّ أكثر احتمالاً بثلاثة أضعاف ليصبحن في حالة صحية سيئة في الثالثة والأربعين من العمر.
ويعقب الدكتور بير غاستون على ذلك بقوله: "لا يمكن تفسير هذه النتائج بسهولة، حيث أنه من غير المعروف السبب الذي يجعل من تأثير المشاكل الاجتماعية أكبر عند الإناث، ولكن يمكن أن يكون ذلك بسبب أن لكل من الرجل والمرأة دورة حياة مختلفة عن الآخر".
ووفقاً للدراسة فإن درجة المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المراهق في العلاقة مع أقرانه في المدرسة تؤثر على عدد من السلوكيات الصحية والاجتماعية سواء في مرحلة المراهقة أو في مرحلة البلوغ.

حيث أفادت المقابلات مع المعلمين والاستبيانات التي أجاب عليها المشاركون أن الطلاب المنعزلين كانوا أكثر عنفاً ويعانون من مشاكل في النوم في سنوات المراهقة، كما أنهم كانوا أقل ممارسة للنشاطات الرياضية ويدخنون بشكل أكبر، ومن ناحية الإنجاز الأكاديمي فقد كانت درجاتهم النهائية أقل وتغيبهم عن المدرسة أكبر.
أما عند البلوغ فإنهم كانوا أكثر توتراً ويدخنون بشكل أكبر ويأكلون الخضروات بشكل أقل ولا يشربون الكحول بكثرة.

إن هذه التأثيرات وغيرها كارتفاع معدلات الانتحار لدى المراهقين "المضطهدين" أدت إلى تعاظم الاهتمام في الفترة الأخيرة في محاربة "الاضطهاد في المدارس" وقيام عدد كبير من الدراسات وحملات التوعية حول مخاطر هذه السلوك على النمو النفسي والصحي للمراهق، لتأتي هذه الدراسة لتؤكد أن للمشاكل الاجتماعية في سنوات المراهقة تأثير على الصحة أكبر مما يمكن تجاهله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق